هل كان رسول الله يعلم الغيب؟

عند استقراء الايات الكريمة ضمن اطار  الوحدة الموضوعية للايات  واحاديث رسول الله وسيرته العطرة نصل الى النتيجة وباختصار ان رسول الله كان يعلم الغيب من الله وعلمه هذا   بما علمه الله فعلم الغيب عند رسول الله بما كان و بما هو كائن  ليس مستقلا عن الله بل علم الماضي و المستقبل  من الله  نذكر بعض الايات
عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً" (الجن : 26، 27)
اما الايات التالية يظهر علمه بالغيب وليس مستقلا عن الله غيب الماضي وغيب المستقبل
"قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ" (الأنعام : 50)

ويقول سبحانه وتعالى في سورة يوسف عليه السلام، بعد أن قص على نبيه صلى الله عليه واله وسلم، ما كان من أمر يوسف عليه السلام وأبيه وإخوته: "ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ" (يوسف : 102)
لقد أظهر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه  واله وسلم في كتابه الكريم،  على كثير من أمور الغيب التي حدثت في الزمن الماضي، ولم يكن يعلمها صلى الله عليه واله  وسلم هو ولا قومه، كخلق السماوات والأرض في ستة أيام،  وخلقه آدم عليه السلام من طين،  وما كان من أمر الشجرة، ووسوسة الشيطان لآدم وزوجه للأكل من الشجرة وخروجهما من الجنة... والخ
 وما كان من أمر الرسل صلوات الله عليهم مع أقوامهم، كل هذه الأمور من أنباء غيب الماضي التي أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عنها في كتابه الكريم.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود، بعد ذِكْرهِ سبحانه وتعالى، ما كان من أمر نوح عليه السلام مع قومه وابنه، وما كان من أمر الطوفان : " تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين" (هود : 49)

‏ومن الآيات الكريمة التي اطلع  الله سبحانه وتعالى فيها نبيه على غيب المستقبل :

   "غلبت الروم في أدنى الأرض ، و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين" (الروم )


 من الاحاديث



عن عمر رضي الله عنه يقول قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه

صحيح البخاري    » كتاب بدء الخلق

حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أخطب ، قال : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل فصلى ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل ، فصلى ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا " .
صحيح مسلم    » كِتَاب الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ   



عباد مؤمنون يعلمون الغيب

 ان الله سبحانه وتعالى أوحى إلى أنبياءه المرسلين عليهم السلام، وإلى الصالحين من عباده المؤمنين- كأم موسى عليه السلام- أمورا غيبية تتعلق بوقائع معينة بانه سيرد إليها ابنها ويجعله من المرسلين"وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" (القصص : 7):، ان الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يطلع مخلوقاته على مطلق الغيب وان رسول الله كان يعلم الغيب منه.