الأحد، فبراير 02، 2014


المقدس و الفهم البشري

ان كثيرا من الناس ما يخلط بين المقدس وبين النص وفهم النص وبين النظرية والتطبيق فبينما في الاسلام نجد ان لا قدسية لاحد الا لما قدسه الله عز وجل الا ان كثيرا من الناس في عمق لا وعيها تمارس دور الله في اضفاء القدسية على الامور فالنص القراني و الروائي الموثق سندا و متنا وهو مقدس بذاته لانه في النهاية قول الله ولا يمكن ان تزول قدسيته اما الانبياء و الاوصياء فقدسيتهم مكتسبة وعرضة للزوال اذا ما نقضت شروط القدسية التي اشترطها الله عليهم و قدسيتهم مرتبطة بالتزامهم بالنهج الالهي و الوحي  الفكر و الثقافة الاسلامية يعني التراث بمفهومها الموسع عبارة عن مجموعة من الشروح والتفاسير اي نتاجات المتكلمين و وعلماء الاخلاق و الفقهاء و الفلاسفة وغيرهم من علماء الثقافة الاسلامية هو فهم بشري لاشخاص امتلكوا مواصفات العلم في الدين  الا ان صفت القداسة الحقت بهم من قبل الناس من مؤسسات دينية او سياسية  او اعلامية  والى اخر ذالك مما ادى الى  اضفاء صفة القدسية عليهم  و مع التراكم التاريخي اصبحوا رموزا دينية او مذهبية مقدسة  لا تمس اقولهم ولا ا فهامهم للدين و لا تنقد شخصياتهم وكانهم معصومون من الله و رغم انهم لا انبياء ولا اوصياء وهنا يقع الخلط بين الكثيرين ومنهم علماء ونخب  في عدم المس باقوال وفهم هذه الرموز وهنا ياتي دور العقل في التمحيص و التميز اذ لا قداسة لفهم هؤلاء للدين بل افكارهم و اقوالهم عرضة للنقد والتقيم و التصويب  وفق مبادئ علمية تعتمد على الدليل و البرهان و الموضوعية في عملية النقد و اعادة النظر  خاصة مع تبدل الزمان و المكان  وحتى اشخاصهم تقيم من خلال مدى التزامهم  بالنهج الالهي فلا قدسية الا ضمن هذه المعاير  ومن هنا يظهر معضلة التشد د و التطرف و التمسك بالسلف بطريقة غير موضوعية تقصي العقل بل القران و السنة النبوية الصحيحة وتهمل نظرية الزمان و المكان في قراءة هؤلاء وتحولهم الى مقدسات كاشخاص و كافهام مما يدفع انصارهم المرتبطين فكريا بهم الى الالتزام بكل ما ورد عنهم نظريا وعمليا  رغم المسافة الزمنية ورغم التطور الذي طرا على العقل البشري و قرائته للنص مما ادى الى ما نحن عليه في واقعنا المعاصر من صراعات ودمار .


                                                                       بقلم د نيازي كتاو           


كلمة حق للشيخ الاستاذ عبد الفتاح مورو