الاثنين، يناير 30، 2017

كيف نفهم ماضينا و ماضي غيرنا ؟


لابد إذا أردنا أن نعرف التاريخ نعرفھا
بكلا بعديھا الايجابي والسلبي، ولكن البعض منا لا يريد ذ لك ، ولكن تجدون أنّ الفكر
الغربي عندما يأتي  ليؤرخ،  يؤرخ لروسو أو يؤرخ لفلاسفتهم
ولأعلامھم ولعظمائھم، يؤرخ أيضاً لھتلر وموسوليني، ھتلر يؤرخ له؟ يقولون 
نعم ھذا جزء من تاريخ اوروبا، لابد أن يعرف الإنسان ماذا حدث، ولھذا في
متاحفھم  ومكتباتهم تجد ھذا موجود وذاك موجود، كما موجود تماثيل لفلاسفتھم، يوجد
تماثيل لطواغيتھم، ھذا جزء من التاريخ، ولا يمكن أن نخفيھا، ولكن مع
،الأسف الشديد ھذه الثقافة  عندنا  غير موجودة؟ عندما نؤرخ
نؤرخ فقد النقاط المضيئة، ونغفل أو نتغافل أو ننسى النقاط المظلمة، من لم
يفھم ماضيه أو من لم يفھم الماضي سواء كان ماضيه أو ماضي غيره،
 لا يمكنه أن يفھم حاضره، ومن لم يفھم حاضره، لا
يمكن أن يبني مستقبله،  نريد ان
نفهم  ھذه اللحظة التي نعيشها ، نريد  أن نفھم أنّ العقل  الذي يحكم
حواضرنا العلمية،   من واقعنا
الاجتماعي، من واقعنا الديني، من ثقافتنا، نريد أ ن نفھم ذلك حتى نبني عليه
المستقبل،  فإذن من لم يفھم
الماضي لا يمكنه أن يفھم الحاضر ومن لم يفھم الحاضر لا يمكنه أن يبني
المستقبل، وھذا ھو الذي وقع  .فعند الآخرين فبنوا مستقبلھم وإلى الآن
نستجدي منھم نحن كل شيء، حتى طريقة حياتھم، في التكنولوجيا نعطي
لھم او نأخذ منھم؟  كل ھمنا كيف نصل أن نكون مثل  هذه الدولة الغربية أو تلك ، ما الذي حدث حتى نستجدي منھم العلم في العلوم الطبيعية؟ في العلوم الإنسانية الآن نأخذ منھم أو نعطي لھم؟ لا إلى الآن
تجدون انه في جامعاتنا تدرس أي نظريات في علوم الاجتماعية وعلوم
الإنسانية؟ تقرؤون فلاسفة الغرب والشرق،  وبكل افتخار، في طريقة حياة الناس انظروا إلى شبابنا المثقفين
والمتدينين ، كيف يعيشون؟ على
طريقتھم، كيف يأكل؟ على طريقتھم، كيف يعمل؟ على طريقتھم، كيف
يدرس؟ على طريقتھم، كيف يتزوج؟ على طريقتھم، أين المشكلة؟
ان أولئك عرفوا الماضي جيداً، ففھموا وأدركوا حاضرھم جيداً، فبنوا
لمستقبل البشرية، ونحن إلى الآن كل ھمّنا أن نفھم الماضي، كل ھمنا أن
نفھم ماذا قال أساطين الماضي ،  إلى الآن كلّ ھمّنا لنفھم ما
كان، ما الذي قالوه؟ مع أنّھا فھم الماضي إنّما ھو لأجل كيف يجب أن نحن
.نكون
ليس الغرض من الوقوف على الماضي ھو معرفته وكيف كان، بل الغرض
من الوقوف عليه ومعرفته لأجل بناء ما يجب أن يكون، أنا أقرأ الماضي
حتى أعرف كيف ابني لنفسي ما عندي،  لأن الحاضر ولادة الماضي، كما أن الابن
ولادة أبيه، كل ذلك الموروث حاضر عند الابن  نعم يستحيل
أن ينفصل عنه، ولكن مع ھذا الفارق، مرةً أننا نقرأ الماضي لكي يحتوي
الحاضر، ومرةً نقرأ الماضي لكي نحتوي الماضي، يعني مرةً أنّ الماضي
يريد أن يسيطر على حاضرنا، فتباً لنا، وكلنا نعيش التخلف، 
كلھا حاضر عندنا الآن ويستوعبنا ويشملنا ونحن نعيش في الماضي ولكن
أجسادنا في الحاضر  فكرنا في الماضي، فكأننا نعيش  في القرون الوسطى، ، فكراً أنت ھناك،  ولھذا تجدون أيّ شيء جديد حتى في حواضرنا العلمية يحارب
أشد المحاربة؛ لأن ھذا الفكر والإطار الفكري يعيش في الماضي،فأنا ادعوا إلى فھم التراث ولكن لأجل
،المعاصرة؛ لأجل ما نعاصره نحن، ومن ھنا يجب ان نميز  بين التراث وبين الميراث
عندنا تراث وعندنا ميراث، في الميراث ماذا يحصل؟ الماضي يذھب ويكون
النصيب للماضي،  غياب الماضي
،وحضور الحاضر، ولھذا كل ما عنده ينتقل، ولھذا يتصرف فيھ كما يشاء
 ولھذا تجدون دائما 
يعبرون تراثنا لا يقولون ميراثنا؛ لأن التراث ما ھو معناه؟ الغائب ھوالحاضر، ولكنك من حيث لا تعلم؛ لأنها لا يوجد في الحاضر شيء كل ما
عندك، عندك الماضي ولھذا تجد مباشرتاً بمجرد أن أحداً يمس شيء من
الماضي من تراث أعلامنا من نظريات ھذه ھي مشكلتنا في فھم
،التاريخ، وھذه ھي مشكلتنا في فھم التراث ينبغي إذا أردنا أن نفھم التراث
نفھم التاريخ لابد أن نفھمها كيف؟ نفھمها  بوجھيھا الحسن والقبيح، حتى
نستطيع أن نستحضر الحسن ونضع القبيح جانباً ونطرده، ولكن لأننا لا
نقرأه ولا نريد أن نتذكره فنبتلي بھا من حيث لا نشعر؛ لأنھا في النتيجة ھناك
سنن في التاريخ قواعد في التاريخ تؤثر في الحياة .

الجمعة، يناير 06، 2017

  متى يتعلم العقل الإسلامي التفكير ؟

 في الماضي  شنع على  الشيخ أبي الحسن الكرخي الحنفي  مقالته : (كل آية تخالف مذهبنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث يخالف مذهبنا فهو مؤول أو منسوخ)
حتى صارت كالمثل يُضرب في الذم والتشنيع على التعصب المذهبي ، والجمود ضمن إطار المذهب ، وصار مخالفوا المذهب الحنفي يُشنِّعون بل ويسخرون منهم لهذه المقالة .
لكن لو تأملنا... واقع المذاهب و المناهج الإسلامية القديمة والمعاصرة كافة  ألا نجد هذا التأصيل معمولاً به لدى الجميع وإن اختلفت الصور والكيفيات ، وبحسب  كل مذهب وأصوله وكل طائفة واصولها وكل حزب او جماعة و اصولها  ، وسواءً على مستوى الناس  من أتباع المذهب او الحزب او الجماعة أو حتى علمائهم
وإني أدعو كلَّ مَن لايروق له  تنزيل هذه المقالة على أتباع مذهبه .. والخ أو حتى على نفسه هو : أن يحاول التفكير بشجاعة ويتخيل طرح آيةٍ أو حديث عليه تُعارض أو يعارض ما ثبت في قلبه من اعتقاد في مسألة شرعية عقدية أو فقهية ، ما الذي سيخطر في ذهنه أولاً ليخرج من مأزق التعارض بين ما يعتقده هو وبين ظاهر النص ؟
أَ لَنْ يدَّعي كونَ النصِّ منسوخاً أو مؤولاً ؟ أو يحتمل أن يكون له معنى آخر غير المتبادر ؟ أو لعلَّه يقول : لنبحث عن أقوال العلماء في تفسيره
وقل غير ذلك من التبريرات ، لكن ألا تصب كلها في تأصيل كلام الكرخي المتقدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة
فلماذا قدَّمتَ كل هذه التبريرات في التهرب من التنازل عما في معتقدك لأجل النص الشرعي من الكتاب والسنة الصادرة عن الرسول الاكرم
لكن لو تناولنا هذه القضية الخطيرة من وجه آخر ، أليس هذا هو قصارى جهد الإنسان وهزالة عقله وقصور فهمه  فلماذا نهرب من مواجهة الواقع بشجاعة ونعترف بوجود ذلك المستوى من التفكير والفهم لدى الجميع ؟







كلمة حق للشيخ الاستاذ عبد الفتاح مورو