القوانين السماوية و القوانين الوضعية
يجب أن نتفق أولا بأنه لا يوجد شيء اسمه "قوانين
سماوية" , بل كل القوانين هي وضعية , لان كل القوانين في نهاية الأمر هي
منتوج بشري , فالنصوص المقدسة لا تنطق لوحدها , وإنما تحتاج إلي عنصر بشري , أي
تفسيرات البشر , واجتهادات البشر , واستنتاجات البشر , إذن لا يمكن لأي إنسان مهما
كانت قدرته وكفاءته العلمية , أن يدعي بأنه حامي وحامل الرسالة الإلهية , باستثناء
الأنبياء والاوصياء الذين استحقوا ونالوا
بكل جدارة شرف التكليف الكامل والاتصال المباشر مع الطبيعة الإلهية بواسطة الوحي او الالهام , وعليه لا
يستطيع إنسان عادي غير معصوم أن يعاقب الناس بمبدئية أنهم عصاة الله وأعداءه , وأي
شخص يعطي لنفسه هذا الحق فهو يُؤله نفسه علي العباد , وهذا ما نسميه بالكهنوت..و
من فكرة لا احد يمثل الله في الأرض , أو من فكرة كلنا نمثل الله في الأرض ,
(بالمنطق الإلحادي أو بالمنطق الإيماني) نشا مفهوم جديد عن الدولة المدنية , وعن
دولة المواطنة , وجاءت معها الديمقراطية , وشرعية الأغلبية , ومجلس الشعب المسؤول
والمفوض الوحيد عن سن القوانين
د نيازي كتاو